من أعلي المنصة ياسر الفادني يكتب أغلطوا إنتو يا أحباب..نجيكم نحن بالأعذار !!
إن في الشعر لحكمة وإن من البيان لسحر…. لكن الشاعر هلاوي تجاوز حدود الحكمة والبيان وتعمق في القيم الأصيلة جعل هذه المقولة وهذا النبض الحي: أغلطوا إنتو يا أحباب….نجيكم نحن بالأعذار…. جعله قيمة تتمثل في العفو عمن ظلم بإيجاد العذر له بل تقديم الإعتذار له ، هذا النبض صنع لحنه المبدع الراحل المقيم اللواء معاش عمر الشاعر الذي شكل ثنائية فنية جميلة مع العندليب الأسمر زيدان في حياتهما الفنية
اللواء عمر الشاعر هو موسيقار جلس علي عرش التفرد والإبداع لحنا معظم ألحانه غرد بها زيدان إبراهيم وتمتاز ألحانه بأنها جاذبة النغمات تختفي تماما فيها التعقيدات الموسيقية لأن عمر الشاعر يقرا النص أولا بصورة جيدة وإن استجابت قريحته الذهنية اللحنية يبدأ فيه دندندة ، عمر الشاعر مزج لحنه بما لحنه من جلالات واناشيد القوات المسلحة حينما كان بسلاح الموسيقي والمعروف أن سلالم الجلالات واناشيد الحماسة تعتمد علي الإيقاع القوي والحركات الموسيقيةالتي تبث القوة والحماس في النفوس المستمعة هذه المدرسة الممتزجة جعلته ملحنامن الطراز الأول الرفيع ، عمر الشاعر من الملحنين الذين يمتلكون صوتا غنائيا جميلا
عشان خاطر عيونك حلوين …بشوف في رموشه ليل ونهار ، ودق تشبيهي أنيق فيه تلهف وعاطفة جياشه…. ولهفة تشيل مشاعرنا….تقصر في الخطي المشوار …نجيكم نحن مشتاقين فراشات تسأل النوار ،مفردة الفراشات يحبها كثيرا مبدعنا هلاوي حفظه الله وهذا لايأتي من فراغ فالفراشات لونها جميل ولا ترتشف إلا الجميل ويتصف سلوكها بالسلام وعدم العدائية
النبض الشعري عند هلاوي يبدأ بالشوق وإظهار قلب العاطفة الأبيض متجاوزا كل الصدمات من أجل الحفاظ علي الحياة الأنيقة الجميلة وهو يشبه أسلوب الشاعر أبوالقاسم الشابي عربيا والراحل محمد يوسف موسي سودانيا ، هذا المنحي الشعري الراقي أطلق عليه النقاد وعلي رأسهم الناقد المصري شوقي ضيف : التحليق في سماء السمو العاطفي الصافي ، هلاوي دائما يختم العصف الذهني الشعري الذي يتجمل به بالإستشراق نحو الأمل العاطفي المريح للأعصاب والأحاسيس ، شلنا الريدةيا أحباب يباس أيامنا شلنا خدار ….إنتو أملنا إنتو أهلنا في غربتنا إنتو الدار ….وشراع الريد بعيد عدي ويتحدي الزمن لو جار !!
إني من منصتي أنظر…. حيث أري…. دلقا غنائيا فريدا إنساب في دواخلنا وفتحت له الأبواب دون إستئذان ، هلاوي كتبه و الراحل عمر الشاعر لحنه والعندليب أطربنا به حتي الثمالة الإستماعية الراقية ، إذن أقول …دا الغنا ولا بلاش ! .